..حتّى أزهر

الْقَمْحُ مُرّ بِحُقَوْليّ
وَالْمَاءُ بِنَهْرَيْ مَالِحَ
أَنْتَزِعُ هَذِهِ الْشَّمْسِ مِنَ صَدْرِيْ
وَأَنْفُضَ نُجُوْمَ الْلَّيْلِ مِنْ سَوَادِ شِعْرِيَ
تَسْكُنُ الفَرَاشَاتُ عَلَىَ عُنُقِيّ كَقِلادَةٍ لَحْظَةٍ الْأَحْتِراقِ بِكَ
جَسَدُ يَمْشِيَ عَلَىَ خُطَىً قِبْلَةٌ
تَمَوّجَ مِيَاهِيْ
بِيَدَيْكَ
وَتُسَافِرُ غَيْمَتَانِ شَبِقَتَانَ الَىَّ فَضَائكَ
وَأَصِيْرُ لَيْلَىَ وَتَصَيَّرَ نَايٍ
نَوْتَةً مُوْسيْقَيَّةً خَجْلَىَ
تُصَعِّد رُوْحِيْ لَسَلِمَ مَوْسِيْقَاكَ
لَأَصْبَحَ أُغْنِيَةً تُشْبِهُكِ
أُغْنِيْ عَلَىَ شِفَاهِكِ صَلَاتِي
فَيَخْتَالُ خَصْرِي وَيَتَرَاقَصُ بَّأَتّجَاهُ ظَلَّكْ
لْيحتَمّيّ مِنْكَ بِكَ
يُوْلِج الْبَحْرِ دَاخِلِيَّ كَثَوْرَةٍ
تُحْيِيْنِيْ
تَنْتَفِضُ الْكَلِمَاتّ مِنْ فَمِيْ
وَتَتَسِرّبُ بِدَمِيِ لَأَسْتَعِيْدَ أَنْفَاسُكِ لَحْظَةٍ
وَأَبْقَىَ فِيْ مُنْتَصَفِ بَحْرِكَ
أَوَزِّعُ صَوْتِيّ
كَمَوْجِ ثَائِرَ
وَأَغْمِسُ دَمِيَ بِشَغَفٍ
حَتَّىَ أَزْهَرَ كَتُفَّاحَ عَلَىَ جَسَدِكَ .

فسحة أمل


قالت: ما بك؟

قلت: مخاض داخلي ليس اكتر. وضعي يبقى افضل من اوضاع غيري.

قالت: لكن انا متلك، اعيش مخاض داخلي وولادة ليست جيدة تؤدي لموتي المبكر، لأني ارفض ان احمل بهدا المكان وبهذا الزمن الغبي. لا تكسر قلبي، حزنك يكسرني اكتر.

قلت: لا اريد ان اتكلم حتى لا الوثك.ستمر بعض الايام وساصبح افضل. دعيني اعود معافى ثم نتكلم.

قالت: إخلع عن قلبك الحزن ولاتيأس. أعرف انك الأن. حزين جداً. وجسدك موهون بالحزن اكثر. فخذ من حزني قليلا، وهبني حزنك كله ووجعك المؤلم. لكنني أعلم ان حزنك لايشبه حزني. ولاأعلم اي حزن فيهما اقوى. لأقوى على مواساتك بمواساتي صديقي، إركن حزنك في الفرح عله يولد فرحاً من الحزن. امسح الدمع عن قلبك النازف فعيناك وعيناي لم تعد تقوى على الدمع وحرقه القلب. ليت الدمع يواسي الدمع حقاً. ليته يمحي بعضه بعضاً. لنعود طفلين فرحين نضحك. لن يكون مخاض الالم والوجع رحيماً بك ولابي فكن رحيما بوجعي وبوجعك. فقلبي وقلبك يحملان الوجعين.

قلت (والكلمات تأبى ان تخرج من داخلي): سترجع الضحكة لتصهل في قلوبنا فاصبري معي يا صديقتي الحلوة. ليس عندي الا الامل مهما تناثرت بقايا الحزن في قلبي. احيانا نتألم كي نكبر، ليس الا.

قالت: لن تبتسم مادمت حزيناً. حزنك اقوى من فرحك. لن تكون البسمه سوى رجفة لشفاهك الذابلة بنفس الحزن والوجع. ستغمض عينيك متأوهاً على حزنك الطويل، وستقيم ليالي العزاء على نفسك الشهيد.

قلت (وقد بدأت بسمة رقيقة ترتسم على شفتي): الحزن ليس حزني يا عزيزتي. مآله الاندثار. لن ابكي نفسي بل افرح لبعثي من ركام الماضي. لن ابكي فانا من جرحي النازف ارتقي، والامل اقوى من الحزن الف مرة.

قالت: مادام الحزن ليس حزنك، فلماذا خبئت حزن العالم بعينيك ووشمت الوجع بقلبك جعلته ينزف الما لألمهم ونسيت الفرح الواسع.

قلت: لأنني لست جزيرة كي انعزل عن العالم. عندما تنفتح نوافذ قلبي لا ينفع ان اوقف المطر من الولوج الى داخلي، كالسيل الجارف اكتسحه الحزن والألم. وحتى عند انحسار الطوفان ما زالت بقايا الدمار ترتجف في مسكني. والآن الملم ما بقي.

تعود  بي الكلمات  دائماّ حينما أكون  بحاجة  لدمعة تواسي بعض الآلم
وفسحة أخرى تسمى الأمل

أحتراق الفراش


بكى الياسمين يوماً
لموت رائحتك على عنقي
وتلاشت رائحتي ببعدك
فأصبحت أنثى بلارائحة
يحّزن  ياسمين جسدي
برحيلك
ويذبل
على ضجرٍ
تنتظر شفتاي
رغبة النار
أن  تشتعل داخلي
بعبثأفتقدك
على بعد مسافة
بين جسد
وروح
لحظة أحترق الفراش
على كتفي

أحتراق فراشة

على بعد مسافةٍ

فراشة, على كتفِ غجريةٍ تنتظر

حرارةَ شفتيكَ لتحترق!!

وحين تقبِّلُها ،

تطيرُ عالياً إلى حيثُ قِممُ النشوةِ

المرتعشةُ بلذّةٍ باردةٍ

فتَجنّ بقبلاتٍ مجنونةٍ

تحاول أنْ تصطادها , على بعدِ مسافةِ قمةٍ لكنّها تهربُ

إلى مسافةِ خَصْرٍ مُشتعل

تَتْبع أثرَ الفراشةِ، وتدُورُ حَوْلَ سُرّةٍ من اللهب

شفتاكَ مُرهقتان

لاهثتان وتنديان بشبقٍ

تطير الفراشة مبتعدةً إلى حيثُ مغارةُ النار …

إلى حيثُ يكون منبعُ الرّغبةِ والضوءِ والنّدى

هناك

تلاحقُها شفتاك …

فتحطُّ على حافّةِ شفاهٍ مشتعلةٍ

تذوبُ بِشَبَقِ شفاهِك

تلتهبُ

وتغتَسِلُ بقطْرِ النّدى

تحطّ الفراشةُ  على فمِك

ثمّ تحترق …